الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012
حكومة عاجزة + شعب تعب = أطفال بلا مدارس!
مقال : نضال أبو عليا
تصحو
الحقائب الانسانية مبكرا كل صباح , تأخذ فطورها على عجل , يقرع باب المدرسة لتصطف
بانتظام للتمارين الرياضية وسماع نشيد الدولة الفلسطينية الوطني , وتبدأ أبجديتها
المميزة في الصمود هذا ما اعتدنا عليه .
ما لم
نعتد عليه حقا , هو الاضراب الذي أصبح يطل بين الفينة والأخرى على قطاع التعليم
لتشرذم الرواتب أحيانا , وانقطاعها في احايين كثيرة .
اننا
ندرك حجم الضغوط التي تواجهها الحكومة الفلسطينية كلما صدر قرارا أو انجازا وطنيا
لا يروق لأمريكا وإسرائيل , والصعوبات المادية الهائلة الناتجة عنها , والشعب يدرك ذلك تماما
,حتى انه يواصل الصمود منذ خمسين يوما بجيوب شبه خاوية ولكن.....
لنتوقف
قليلا
ما ذنبها
تلك الأرواح الطفولية في هذه المعارك السياسية المستمرة , كي لا تذهب لمدراسها ,كي
لا تتسخ أصابع الأطفال بالطباشير , ولا تحفظ وتدرس وتكتب وتلعب وتشاغب يوميا !
نحن
الشعب نفسه لم يتغير , كنا ندرس أطفالنا على حطام مدراسهم , التي طالتها صواريخ
الاحتلال الاسرائيلي , غزة ومخيم جنين يشهدان .
ومدرسة
النبي صموئيل المكونة من غرفة واحدة , وسبعة مقاعد تشهد أيضا , حتى الحواجز
الاسرائيلية وانتظارهم الطويل على طوابيرها لم يثبط من عزائمهم طلابا كانوا أم
معلمين ,
ماذا
يحصل لنا الان !!
حكومة
وشعب
كان يجب
على حكومتنا منذ البداية , وقبل اتخاذ أية خطوات سياسية كبيرة توقع النتائج المحتملة وتضع في يد الشعب اولا ,
وتخصص للتعليم ميزانية تبعده لأشهر على
الأقل عن التهديدات الاقتصادية ,وأن توفر للمعلم حقوقه غير ناقصة وبالتالي للطالب
فصلا دراسيا كاملا , وألا يتعطل الأمل المستقبلي لأجيالنا حتى لدقائق .
الشعب
وبالذات موظفي وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين فكان الأجدر بهم التفكير بإجراءات
اخرى , لا أعلم ما هي ولكنني مصر على ألا يتغيب اطفالنا قصرا عن مدارسهم , وألا
نمارس احتلال اخر على تعليمنا غير الاحتلال الذي يصفع وجوهنا كلما قفزنا قفزة
جديدة للحياة ونيل الحقوق , ليس من باب المثاليات ولكن على المعلم الذي علمنا
جميعا الصبر والكفاح واجتيازه لثلاثة حواجز للوصول للمدرسة , وحدثنا مطولا عن
أهمية التعليم وكيف ينهض بالمجتمعات أن يتذكر ما قاله الان , وله منا كل الاحترام على انتماءه وحرصه على هذا الوطن وأطفاله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق