الجمعة، 20 يناير 2012

مأساة قـــــرية

2:08 ص كتبها




كثيرة هي الماسي التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات ، وما بين الحياة في الوطن واللجوء من أرض الوطن قصرا في النكبة والنكسة ـ يتوقع الكثيرون من الناس في الوطن العربي وهيئات الامم المتحدة أن اللجوء الفلسطيني قد انتهى مع إقامة دولة الاحتلال وما رافقها من معاهدات سلام بين الدول العربية وبين هذا الاحتلال والذي كان اخرها اتفاقية اسلو للسلام .

ولكن الحقيقة أن اللجوء الفلسطيني قد انتهى وبدأت سياسة التهجير الاسرائيلي بحق هذا الشعب ، وما يحدث في القدس عامة وقرية النبي صموئيل الواقعة شمال غرب القدس خاصة يبين مدى تأثير التهجير الذي تمارسه دولة الاحتلال على هذه القرية الوادعة الهادئة التي تقع على قمة عالية تطل على قبة الصخرة ، وما يحدث في هذه القرية يبين مدى هذه السياسة العنصرية التي اخذت على ما يبدو من السياسة العنصرية التي كانت سائدة في جنوب افريقيا ، فأهالي قرية النبي صموئيل لا يستطيعون أن يعيشوا حياة عادية كغيرهم من البشر ، فالتعليم وممارسة حرية العبادة والعمل وكل هذا قد أصبح شبه معدوم هناك .

وما جعلني اكتب هذه المقالة ما حدث معي عندما تلقيت دعوة لحفل زفاف أحد الاصدقاء هناك ، فعندما ذهبت ملبياً الدعوة تفاجئت بحاجز عسكري مقام على مداخل القرية هناك يمنعنا من الدخول ، حينها بادرت بالاتصال الى الاصدقاء في القرية اسرد لهم ما يحدث معنا من منع للدخول الى القرية ، ولكن الغريب بالأمر وما دُهشت من أجله أنهم قالوا لي إن الاحتلال يمنع دخول اي شخص لا يحمل الهوية الزرقاء من الدخول الى القرية إلا بالتنسيق المسبق ، وقد أخبروني بأنهم فعلوا ما يجب من أجل التنسيق وحضور عدد من الاصدقاء لمشاركة صديقنا بحفل زفافه ، إنتظرنا وقت طويل من أجل الدخول هناك ، ومرت الساعات وكأنها أيام ننتظر بلهفه من اجل المشاركة في حفل زفاف صديقنا الذي لطالما انتظرناه ، إلا أن مزاجية هؤلاء الجنود الموجودين هناك قد منعونا من الدخول والمشاركة وحرمونا وحرموا هذا الشاب من المشاركة في الفرحة مع بعضنا البعض .

هذا جزء من سياسة الاحتلال في هذه القرية من أجل الضغط على السكان لكي يقوموا بالرحيل ويهاجروا منها ، كي يفعل الاحتلال ما يحلو له من بناء مستوطنات على اراضي
المواطنين .
وسؤالي هنا .....؟؟؟

كم من شخص مقدسي يحمل الهوية الزرقاء يمكنه الدخول الى هناك كي يشد من عزيمتهم وأزرهم ، ولماذا لا تقوى العلاقات الاجتماعية مع الاهالي هناك !!!!!

وسؤال اخر ....؟؟؟

أين مؤسسات السلطة الفلسطينية مما يحدث هناك وما هو دور المفاوض الفلسطيني في حمل هموم هؤلاء المواطنين الى المحافل الدولية كي يستطيعوا العيش بسلام وهدوء وكما هو الحال عند الكثير من المواطنين في دول العالم اجمع ...!!!

فالقدس لن تكون عاصمة دون ضواحيها وريفها الذي يشكل الدرع الواقي لحمايتها

3 التعليقات:

  1. رائع جداً ، و إن دل فأنه يدل على يقظة الفكر الفلسطيني لما يمارسه هذا الاحتلال البشع على أرض الواقع خلف ذريعة أنه للحماية الأمنية للمواطنين فتصدر أوامره العسكرية التي ضاقت بكل ابناء الشعب كافة دون استخدام مصطلح ابناء 48 أو من يحملون الهوية الزرقاء او الخضراء.
    قرية النبي صموئيل من القرى الاثرية الجميلة التى لطالما أدهشتنا زيارتها عند كل صلاة جمعة بمسجدها ، وما يمارسه الاحتلال على أرض القرية ما هو الا محاولة جديدة للسيطرة على أراضٍ جديدة لتوسيع استطيانه ، بمختصر كلامي قرية النبي صموئيل حقٌ جديد يسلب من فلطسين كافة ومن أهالي القرية خاصة ، و المتابعة كما قلت سابقاً ‘ن دلت فانها تدل على يقظة الشعب الفلسطيني .
    وما نطالب به هو عدالة القانون الدولي والتحكيم الدولي فى القضاء فى جميع اراضي فلسطين المسلوبة بالطرق الغير شرعية ،!! والتساؤل هنا بما ان القانون الدولي أتخذ موقفاً من ذلك وأعتبره عمل غير شرعي فى عام 2002 وفي الاعوام السابقة ؟ اين يكمن لهذا الشعب ولسكان اهل القرية بالمطالبة بحقهم الشرعي لتلك القرية لكون أن اسرائيل باتت تفرض هيمنهتا واصبحت فوق القانون الدولي؟
    وما اراه صديقي بأن الحق الاصلي لسكان القرية هو التوجه للقضاء الاسرائيلي وجعل من هذ القرية قضية دولية .
    احترامي الدائم لشخصك محمد اكرم _ابو فلسطين

    ردحذف
  2. المشكله هنا يا صديقي ان القضاء الاسرائيلي ليس الا اداه من أدوات الاحتلال التي يستخدمها كذريعه باسم القضاء المستقل ، فبرهة يحق الحق ومئات المرات ينقض الحق وتكون المره التي حكم فيها لصالح الشعب ليست الا مصيدة من اجل الايمان به ، ولكن مايجب فعله من وجة نظري اللجوء الى هيئات الام المتحدة لتقوم بتثبيت قوانينها التي تطبق على الشعب العربي وتكوندولة الاحتلال فوق هذه القوانين ومنها القانون الخاص بجدار الفصل العنصري التي حكمت محكمة لاهاي بعدم شرعيته وعدم قانوننيته

    ردحذف
  3. صديقي لو رجعت لحكم القانون الدولي والمجتمع الدولي بشكل عام من موقفه بما بتعلق ببناء جدار الفصل سترى ان الرفض كان هو حكم القانون الدولي وانه عمل غير شرعي وما الفائدة من التوجه لقضاء يفتقر لاداة تجبر الطرف المذنب على التنفيذ ؟ هنا كما يقولون رجع بخفي حنين ،، والقصد من التوجه للقضاء الاسرائيلي هو الكشف عن حقيقة هذا القضاء الذى يدعي العدالة والديمقراطية امام المجتمع الدولي ككل لتكون شرعية هذا القضاء باطلة وليكون التعامل معها لعدم اتسامها بالعدالة , فالتشهير بعدم نزاهة هذا القضاء هو من الايجابيات للدافع عن قضية عادلة امام قانون دولي عادل فى دعوى مستحقة لابناء القرية فى ظل عدم شرعية القضاء الاسرائيلي .

    ردحذف