الأربعاء، 15 أغسطس 2012

هل الصورة الصحفية مصلحة فردية وما خطورتها؟

5:41 م كتبها



بعد انتهاء جلسة النقاش والأمسية اللطيفة عن صحافة المواطن وأخلاقية الصور الصحافية التي عقدتها مؤسسة "فلسطينيات" فضلت كثيرا أن أدون الأفكار الواردة في الجلسة وأضيفها إلى المدونة إلى (مكانها الصحيح) حتى يستفيد الجميع...

ألاحظ أن المجتمع الفلسطيني يعيش في حالة  من بدء تحلل من الأخلاق والقيم بسبب ما تفرضه العولمة والتكنولوجيا واستخدمهما على نحو سيء سواء من قبل الأفراد أو المؤسسات أو المجتمع ككل وخاصة في المدينة، وقد طال ذلك أخلاقيات الصحفي في السبق (الصوري) للأحداث وخاصة (القتل) جعلته يلتقط صوره لمصلحته الخاصة أو رصيده الصحفي الخاص ليحصد أولا:

(معجبين، لايكات، تعليقات) أكثر على الفيسبوك= اهتمام أكثر وخاصة من الفتيات إذا كان شاب، وشباب إذا كانت المصورة فتاة= شهرة بين الأوساط الفيسبوكية المتفشية بالأمراض المجاملية والنفسية (غرور، كذب، سرقات، قلة إبداع) جائزة على مستوى محلي، أو دولي لا أكثر ولا أقل. بحيث لم أسمع مصور فلسطيني فاز بجائزة عالمية عن صورة للتغيرات البيئية مثلا، للتراث الفلسطيني مثلا... أو هلم جرة.


- تناحر المصورين واستعراضهم لأحدث ما يملكونه من كاميرات ديجتال، وأين تكمن الأزمة في هذا كله؟
يلتقط الصحفي صورته ويدير ظهره دون اعتبار لكرامة المقتول/لة أو الشهيد/ة أو الأم الباكية، أو الأخت الناحبة. وتعتبر هذه الأزمة منتشرة في الإعلام العربي بشكل عام على المستوى العربي بخصوصيتها وتفردها، أي لا نجد صورة القذافي المقتول والمسلوح عند الغرب بدمائه وسلحه، وتعتبر من أفظع الصور التي تم تكرارها بشكل مدروس ومقصود من قناة الجزيرة الفضائية مما أعطت صورة همجية للشعب الليبي فاقدا فيها لقيمه ومعاييره، وأفضل ما كتب في تحليل هذا المشهد الاستعراضي الدكتور وليد الشرفا أستاذ الاعلام في جامعة بيرزيت قائلا
"أن وسائل الإعلام التي بثت صور القذافي تابعة لمؤسسات غير رسمية وصور تمر عبر فلترة، مفيدا أنها تريد إعادة إنتاج العقل والوعي العربي بصورة تبقى للأبد باعتبار أن هذا هو مصير الطغاة، رغم أن المتحكمين بتلك القنوات ليسوا ديمقراطيين تمام وقد يتحولوا إلى طغاة. مبينا أن الصورة باتت "اداة انتقامية" وأن البث "تجاوز منطق التغطية والأخبار إلى مستوى فرض ثقافة ما، يريدها صاحب الصورة ومنتجها".

متابعا: "أن الدموية في البث تعكس الدموية الكامنة في عقلية من بث تلك المشاهد" وقد تلاشت الأخلاق مقابل اعتبارات من بينها، تصفية حسابات سياسية انتقامية ولصالح إنتاج عقلية جديدة وقيم مغايرة تضع الإنسان العربي في سياق الوحشية والفوضى تحت ستار التحرر والثورة"

القذافي مقتولا


صورة القذافي لا تختلف عن صورة المغدورة نانسي التي قتلها زوجها في بيت لحم مع سبق الإصرار، حيث تناقلتها كاميرات الهواتف الذكية، وتبعتها التعليقات الفيسبوكية بطريق وصلت إلى حد السفاهة والتهافة وإطلاق عبارات تحرشية تصف "جمال موتها"...