الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

رمضان شهر الانسانية

2:23 ص كتبها



من مكتبة البيرة بدأت الحكاية، جو حار من أيام شهر رمضان المبارك، قررت مجموعة من الشباب الفلسطيني النزول للشارع بهدف التعرف إلى تجارب الناس والظروف التي أوصلتهم لما هم فيه من مكانة مرموقة أم غير ذلك لأهداف تربوية تعليمية فكانت وجهتنا "الحِسبة" – وهي أكبر تجمع شعبي من أبناء شعبنا – لكن سرعان ما تحولت الجولة إلى مناكفات سياسية بين الناس في مواضيع تخص غلاء المعيشة وغلاء الأسعار؛ وقد استوقفني بائع على بسطة يبيع ثمار البندورة وقد رسمت على صفحة وجهه خطوط الغضب وبدت عليه آثار السخط بسبب شكوى الناس من غلاء حبة البندورة في حين لم تظهر عليهم الشكوى من غلاء أصناف أخرى كاللحوم مثلا!، هنا توقفت مع نفسي قليلا متسائلة عن أحوال أصحاب تلك البسطات،  ترى هل يكفيهم ما يبيعونه وهل تسد حاجاتهم اليومية في ظل الغلاء الذي ينهش أجسادهم ؟!

وعلى الجانب الآخر من نفس المكان مررنا بشيخ عجوز قد تجاوز الثمانين من عمره، يبيع الأحذية المستخدمة بأسعار رمزية مقارنة مع غيرها مما يباع في المحال التجارية، والسؤال المُحير ما الذي يجعل شيخاً طاعنا في السن يقف في هذا المكان بدلا من أن يكون بين أهله وعياله وأحفاده؛ يبادلهم أطراف الحديث يستمتع بوقته معهم، وفي لحظة كنت واقفة فيها على مرمى حجر من تلك البسطة البسيطة ..رأيت مشهداً يدمي القلب ؛حيث كان هناك شباب أقل ما يمكن أن نصفهم بأنهم عديمو الإنسانية .. يتعرضون بالتضييق والشتيمة لهذا العجوز الذي بعمر جدهم لو كان حيا.. ألهذا الحد قد وصل بنا التخلي عن قيمنا وأخلاقنا وإنسانيتنا في مثل هذه التصرفات البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا وفي شهر الصوم والرحمة والغفران ؟َ!!
كتبت: إيمان الخواجا