السبت، 30 يونيو 2012

"حفنات تراب " ولكن!!

4:14 ص كتبها




قبل تاريخ أمسى رقما فيما بعد,وزيتونة تتساءل عن تغيب مالكها المستمر,وأشواك عاشت وتطاولت في النمو تحت ظلالها ,كانت الزيتونة تفتح أغصانها لزارعها عند إطلالة كل صباح ,ولا يحلو للزيت والزعتر ان يؤكل إلا تحتها ,عندما كانت أرضا عادية ...

مريد البرغوثي تساءل من قبل "ما هي استثنائها  لو أنها لم تسلب منا ,هي أرض كأي أرض".
حينما أضاف علماء الفلك السنين وامنا بتتابعها وأبعدنا ما يقارب ال64 عاما عن حيفا وجبال الجليل .أصبحت الأرض ,وأصبح للأرض منظورها الخاص , ونكهات أخرى لم نكن سندرك مذاقها من قبل وكلما ازددت تعمقا ,في ذرات ترابها كلما أدركنا سطحية الأمور التي عشناها من قبل.
 ربما يراها  شخص يسكن أراض شرقي النهر ,أوما وراء المتوسط مصدر رزق أو يراها جاره بأنها سلعة ,تباع وتشترى وتهمل , وتموت ....... أنا أجدها صراع البقاء ,الوجود او اللاوجود .....

قد يكون عليها جاء مخاض أمهاتنا الأوائل ,أو هي الذرة التي تبللت من عرق الأجداد وهم يزرعون بها حبوب محاصيلهم وسنابل الأمل , أو هي الذرة التي التصقت بجبين نبي وهو يسجد لخالقها و أو هي من عاشت مع عجوز وغطت بها , ونام رأس العجوز عليها في حجر الأموات ,,, أنها "حفنات التراب ذاتها "
أو طغى عليها اللون المدرج بالدماء مع اختلاف العصور .....

أنها المعاني المتكررة ,والكينونات المتصارعة, والحياة التي ترفض  لحياة  اخرى ان تسلبها الوجود ....
بدونها نعيش الفضاء, ولا أرضية صلبة ومقعد نجالس فيها من نحب ونغني معهم رومانسيات الوطن ومنسياتنا التي لا نتذكرها الا هناك .

كتب: نضال أبو عليا