الخميس، 13 سبتمبر 2012

لماذا مات الأطفال داخل ثلاجة؟!!!


في ليلة من ليالي رمضان فتحت جدالا بين عمي وأخي وأنا، وأثبت لهم وجهة نظري "إذا كانت صحيحة بالفعل" بأن على كل طالب أكمل التوجيهي أن يتوجه لسوق العمل "أي مهنة" سنتين أو أكثر، قبل التحاقه بالجامعة أولا ليقيم الواقع الفلسطيني المعاش، ثانيا ليضع خطة واضحة لدراسته الجامعية وتخصصه، ثالثا ليكون متأقلما في بيئته بعد التخرج ولا يصطدم بحائط البطالة أو الهجرة.
هناك الكثير من الطلبة تمنى لو أنه لم يدرس الجامعة إلا بعد حين، نتيجة مساوئ التدريس النظري الجامعي وضعف التأهيل المهني للطلاب، وقلة الكفاءات وأساليب التعليم العاقرة... الخ.



احتج عمي وأخي عند هذه النقطة، وقالا النتيجة سواء في حال التحق الطالب مباشرة للجامعة أو بعد سنتين كما أدعي، الأهم عند عمي هو "الضمان الشهادي" أي حصول ابنه أو الآخرين على الشهادة سريعا، والشاطر من يحصل عليها في 3 سنوات أو حتى أقل. لا يعرف عمي حجم الاكتئاب واليأس والانحطاط النفسي بعد أن يتخرج طالب طموح رافقته الأماني بأن يصبح ما يريد، ويرتطم رأسه مباشرة على أرض البطالة، ولا يفقد حينها ما هو أهم من كينونته وإبداعه وشخصيته، ويصبح ما أهلته عليه جامعاتنا "الطالب المتخبط". 

هنا أتحدث بالأساس عن التنمية المجتمعية التي تبدأ من البيت، الأسرة، الجامعة، المجتمع، المؤسسات، التكاتف الاجتماعي..الخ.


حكومتنا الجليلة وإعلامنا القدير يفتقران إلى من يخطط للتنمية المجتمعية ومن يكتب بوعي عن هذه القضية، نحن نحتاج لمن يخطط وينفذ في البداية قبل الدراسة الجامعية وقبل الاحتجاج على الأسعار أو البطالة والفقر، نحتاج لمن يكتب بأن فلسطين زراعية زراعية زراعية ومناخها المتنوع يؤهلها لأن توزع منتجها على دول العالم أجمع، نحتاج للكثير.


فعلى سبيل المثال، حادثة موت الأطفال داخل ثلاجة في قرية رأس كركر - مدينة رام الله منذ فترة وجيزة، جاء قضاء وقدرا؟؟ نعم، أؤمن بذلك، ولكن لم يتحدث أي إعلامي أو صحفي أن هؤلاء الأطفال كانوا بحاجة لمساحة من اللعب ولا يوجد هناك منتزه أو نادي أو .. الخ يرشون به الرمل على بعضهم، أو طرح أحدا منهم حلا على هامش التنمية المجتمعية، ايمانا بأن الصحفي له دور كبير في الحديث عن التنمية والمطالبة بتحقيقها. 

ولكن ماذا لو غضت الحكومة والإعلام الطرف عن التنمية المجتمعية؟ 
لقد تفاجأت من سلوك الأشخاص المتظاهرين ضد الغلاء والهاتفين ضد فياض، فأغلبهم ممن تركوا أراضيهم في القرية المؤهلة كليا لزراعة ما يحتاجون، لكنه من فئة الناس الذين يحملون ما لديهم من فائض طعام ويضعه في الزبالة. هل تريد بذلك أن تحارب الغلاء؟؟


فإذا كانت الحكومة تغض الطرف عن تنميتنا، يتوجب علينا أن ننمي أنفسنا ونأخذها باتجاه ما نريد، وكل إنسان مسؤول عن ذلك من بداية تجربته الحقيقية بالحياة حتى أجله المسمى، ولكنني أرى الشعب يتقن أسلوب "الاجتراء" أكثر من الحيوانات أنفسها، 
                            
                                                                                                                                                                              كتبت:  وصال الشيخ