الخميس، 25 أكتوبر 2012

دراسة في فلسفة أن تكون

11:23 م كتبها





الكاتب في هذا الموضوع :
 القانوني حسين كاظم عطية
كلية الحقوق- جامعة القدس



" دراسة في فلسفة أن تكون "

مقدمة الموضوع :
إن دراسة فلسفة أن تكون ، هي توجيه في تنمية أدارة الذات نحو التكيف مع متطلبات المسؤولية التي تقع على عاتق الكثير من الأشخاص ، وبما أنها مسؤولية فهي بحاجة الى ما يشبع رغباتها من كفاءة و قدرات (جسدية – و ذهنية ) إلى جانب الشفافية أمام المجتمع أو من نعمل لأجلهم .
في توضيحٍ للعنوان " دراسة في فلسفة أن تكون " ، هو في البداية أني لست بهذا الكمال من المعرفة ، فأكتب ما أبني عليه قناعتي من سياق الواقع القريب و  البعيد ، و أرفاقي لمصطلح الفلسفة ، هو أن الفلسفة تبقي مجرد وجهة نظر تعبر عن أطروحة صاحبها و عن قابليتها للأنتقاد و فتح باب النقاش و تقبل آراء الغير .
و تماماً كقولٍ أقتنع به في كل نتاجي الثقافي و غيره من النتاج على كافة المستويات التي أملك و التي تؤهلني لكي أكون ما أريد ، و عند حسن ظن القارئ ، وهو :
" اليوم أو غداً أو ربما بعد سنين ، سيأتي العقل الناقد و يزيل أبهامٌ في موضوع ، و ربما سيعيد كتابة النص الذي كانت بدايته هنا ".
                                                          " حسين عطية ".




 " فلسفة أن تكون "  

في دراستي هذه لن أتعمق بأسس الفلسفة التعليمة و التنظيرية في دراسة بحتة في استحضار المفاهيم و القيم و المبادئ ،  سأكون سلساً في استحضار الأشخاص المسؤولة و الأكثر ريادة في الواقع ، فهم العابرين في مجتمعٍ عابر.
فمن المؤكد " أن تكون " هي مسألة يتوامضُ بها الفكر الهادف و أثبات الوجود في زحمة الرياديين ،  لكن حتى يكون وجودهم مؤكد في خُطى ناجحة تتطلب الأمور أن يسير العاقل منا في أفقٍ محدد منذ البداية . فإذن أن نستعمل قلم و ورقة ونضع فيها أهدافنا و أن نرسم مخططاً و أن نضع السلبيات و نعالجها قبل النظر في الايجابيات لن يعيق أي منا  ولن يقلل من مكانة الريادي الناجح لكسب ثقة الغير .
هي خطوة الألف ميل التي تبدأ بخطوة ،  كبيرة المعانى تلك الجملة ، أعتقد بأن لا أحد يملكها غير المفكر ، و المغامرون هم الحمقى في تجاهلها لآن دورهم ليس إلا تشريفاً ينصب في لامبالاة لا تكترث في أي مصالح عامة .
فلسفة أن تكون ، بحد ذاتها كما أسلفت فيما سبق إرادة تكمن في غريزة النفس البشري في الوصول إلى ما تسعى له متطلبات حب التملك و إثبات الوجود ، فالأرادة في كل نَفسٍ بشري كامنة الوجود ، لكن التجربة و أخراج هذه الإرادة للخارج هي من تبعثرها أما في سلبيات الاستخدام أم العكس هو الصحيح اذا ما كانت الاستخدام وفق منطلق المنطق .
فلنتذكر أن مأساة الحياة هو فشلنا من الداخل الذي نقنع أنفسنا به ، لهذا لنجد أنفسنا أولاُ ولنعيد ترتيب الحياة من منطلق الخير و الأيمان بالذات .
و في سياق المسؤولية ليسأل كل منا نفسه ، هل أنا جديرٌ بالمسؤولية ؟ و هل أرادتي الكامنة في داخلي حاضرة لما هو قادم ؟
وكن دوماً على حق و قاتل في سبيل هذا ، و إن هاجمك الناس و أنت على هذا الحق ، فأفرح و لا تفقد الأمل و أعلم أنهم يقولون لك أنت الأفضل و أنت الريادي الناجح من بينهم ، دعهم ينتقدوك فالمهم أن تبقي ماضٍ بذات الخطى فأعداء النجاح كثيرون ـ و كلمة حق كافية لتركلهم بعيداً و تبقيهم كلاباً جياع ، فالشجرة المثمرة أفضل بكثير من أهوجِ مفسد .

" الصدق مع النفس ، هو احترامك لشخصيتك و احترام الآخرين لك "

في البداية أود لو كل منا سأل نفسه بعد قراءة هذا الأخير ، هل أنا صادقُ مع نفسي ؟
لتكون أجابةُ صادقة على هذا السؤال ، و ليس هناك ما يثير القلق اذا كانت الأجابة سلبية ، فخيرٌ لك أن تعلم أحد سلوكيات الخاطئة و أن تباشر العمل في تغيرها لما هو أفضل .
ففي مضمون دراسة في علم النفس ، أن الكاذب يكذب كذبته و يصدق نفسه ، وهنا تكمن المشكلة الكبيرة أن  نصدق كذبنا و أن نتعايش معه و أن ندافع عنه ، فكيف لريادي مثلك أن يستمر في النجاح اذا كانت بدايته كذبة صدقها و عاش دورها ؟!
فمثلاً ماذا يمنع أن يكون هناك من أفضل منك في أنجاز عمل معين ؟ و أذا كان هناك الأفضل لما التزمت المتعصب على موقفٍ هو بالأساس منصب على خطأ في غايات تحقيق مقاصد كثيرة و سلبية منها ما نعيش حضوره هو ما يسمى بالعامية تكسير الرؤوس ؟

- " أزرع خيراً لن تحصد يا ريت "
في هذه النظرة التى أراها هي فلسفة ديمقراطية تقترن بالمصلحة العامة للمجتمع ولمن يمثله ، فأذا أردت حقاً أن" تكون " لن تتعثر خطاك ما دمت في نظر الناس ذو صفة محمودة ، واجه خصمك ؟ واجه مجتمعك ؟ لا تُبالي ولن تحصد يا ريت في نتاج أعمالك التي تعارف عليها الناس ، فلكن من أفراد المجتمع يبحث عن التميز و الأفضل ، كن رياديٌ تملئ كل طاقته بالثقة و انتصر ، أنت\ى فارس\ة هذه المعركة ، لا تجادل الأحمق ، ابتعد عن الثرثرة مع من يثيرون المشاكل ، اجعل من لسانك حصانك ، و أعلم أن النجاح ليس إلا بداية الطريق لك .
ولما دوماً علينا أن نقنع أنفسنا أن القوة تأتي بكل شيء ، أليس هناك قانون يحمي حق للمصلحة العامة ، لما الأعتراض و التخريب و الفساد يُعشش تفكيرنا ؟!
تريد أن تصبح رياديٌ في منصب ما ، فمن تكون أنت في البداية ؟

و أخيراً ، " لأجل أن تكون ، كنا مع الله و أكسب الأغلبية المطلقة "
لن أطيل هنا في كلامي ، فجميعاً نعلم أننا  نعيش في مجتمعٍ أسلامي ، و لا أقصد بهذا أن نكون متعصبين أو متطرفين بالأسلام كبعض الجماعات المتواجد في معظم دول العالم ، بل ما أرمي أليه هو الالتزام ضمن بما لا يسيء لله و ما قد يثير الشبهات المحرمة في الدين الأسلامي .




الخاتمة :
أتمنى أن أكون قد ألممت في طرحي بأختيار تولى المناصب ، و كيفية أن تكون في هذه الدراسة الموجزة مع تقبلي لكل نقدٍ بناء ، فالمرء يخطئ و الكمال لله و الأنسان العظيم هو ما يحاور بالعقل المفكر و القلب الطيب ، فحياتنا ليست الايام التي مضت و التي تمضي ، بل هي الأيام الجميلة التي نتذكرها و نعيشها .
يقول الفقى " أنني أهتم بالمستقبل لأنني سأقضي هناك بقية حياتي " .
لنهتم نحن أيضاً ...


                     




الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

المحسوبية " الواسطة " في التعليم الجامعي

12:06 ص كتبها


  كتابة : حسين  عطية
كلية الحقوق\سنة رابعة

المحسوبية " الواسطة " في التعليم الجامعي

توجهي في ربط المحسوبية " الواسطة" إلى التعليم الجامعي جاء مقتصرٌ على فئة أخصهم بذكري ألا وهم الطلبة الجامعين ، وهذا عن عبارة صريحة أتوجه بها لكل أدارات الجامعات بأنها جميعها تفتقر إلى نظام جامعي إداري ملتزم إتجاه الطلبة بإنصافهم مع غيرهم ، و غيرهم هم من يقصدون الجامعة بالمحسوبية .
و توضيحاً لدمجي المحسوبية بالواسطة ، أني أرى فيهم وجهان لعملة واحدة فما يسميه عامة الناس و ما أعتاد عليه هو " واسطة " ، وحتى يصل تعبيري أكثر للمعنى الذي أريد إيصاله بلغة حضارية أو إصطلاحاً للهدف المرجو اضفت المحسوبية لما سبق ذكره .
فالمحسوبية و التي هي منح الحسب و النسب و المصلحة و المعرفة إعتباراً خاص ، حيث يميز هذا المصطلح الأشخاص على معايير و أسس قد تكون لكفاءة تستحق ذلك أو ربما العكس صحيحاً لغاية فاسدة ، و أما الواسطة لا تبتعد بذلك عن المعنى السابق للمحسوبية إلا أنها أكثر تناسب لأختيار لفظ يليق بوصف الفساد .
إن الغاية المرجوة من هذا المقال هو إيصال فكرة للمجتمع و لطالب الجامعة و لإدارة الجامعات بالتحديد بأن مهما بلغ حجم الفساد الذي يكون على حساب الطالب ، لن يطول إلا على من رضي بأن شيطان أخرس ، ولما على الطالب و الأهل و المجتمع أن يكونو كشيطان أخرس ؟!
فالقانون هنا جاء واضح بنص العبارة في المادة (24) من القانون الأساسي الفلسطيني المعدل لسنة 2003 ، و التي أكدت على أن التعليم حق لكل مواطن و أن القانون يكفل أستقلالية الجامعات و المعاهد . وما سلف ذكره أيضاً نص المادة(10) من نفس القانون على أن حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ملزمة و واجبة الاحترام .
وغير ذلك من قوانين و أنظمة و معاهدات نظمت ونصت على الحق وحماية التعليم . وبهذا نرى أن هذا الحق يجب أن يكون مطلق و أن تكون هناك قدسية تحترم هذا الحق لمن كانوا هم أيضاً في يومٍ طلبة ، و أن ما يمس الوضع الحالي بالجامعات الفلسطينية من واسطة و محسوبية هو هدمٌ لمصلحة المجتمع التي ترتكز على فئة المتعلمين .
في الواقع الفلسطيني هناك عدد من الجامعات  ، وكلن منا يطمح في الالتحاق بإحدى الجامعات  ، فتكون البدايات أكثر حماسة للمرحلة القادمة من حياة الطالب ، ولكن للأسف ما يكون في بعض الجامعات أنها مؤسسة ربحية سلعتها الطالب ، و نظام الواسطة فتكون بداية متعثرة لطالب بما يسميه الطلبة فيتامين واو ، فترى أن هَم الجامعة هو أقساط الطلبة أن تكون مكتملة و بالكاش ، و إن تعاملت في هذا السياق السابق لم يعجبهم ، كما أنك قادمٌ بيئة غير بيئتهم وهذا فعلاً ما نراها فيكم جامعات فلسطين شعارٌ موحد " المادية ثم التعليم " .
أسئلتي كطالبٌ كطلبة غيري ربما ألتقينا بنفس المعاناة :
- هل يُصلح الغلط بالغلط للوصول إلى مجتمعٍ تقوده الكفاءات ؟
- ولماذا نحمل مسؤولية هذا لذاك و نستمر معاتبين دون أن ننجز ؟
- وعلى من يقع عاتق المسؤولية لمحاسبة الفاسدين في النظام الجامعي ؟
ما أراه هو أن يكون التوجه من الطلبة في طلب محاسبة فاسدين الجامعات ، وليس هناك ما يمنع ، فهما كبر حجم الغلط من الطالب يبقي موظف الجامعة هو المسؤول ،  ولما علينا المضي كشيطان أخرس ؟ فهم الآن مستمرون في الإضراب لأجل حقوقهم ، و نحن أليس من حقنا الحفاظ على تعليمنا التي هي أسمى حقوقهم ؟