الاثنين، 22 يوليو 2013

" مطار رام الله و المفاوضات ... حلم العانس بالزواج "

5:29 م كتبها


يبدو أن سلطتنا الفلسطينية قد ملت أو ربما فقدت الأمل في دحر الاحتلال أو ربما هو برستيج سياسي ككل لقاء يمر من فوق سجادة ٌ حمراء .

ككل مرة ، مفاجأت الاداء الفلسطيني على كافة الاصعدة سياسية كانت أم اقتصادية أو حتى حضارية تزيد من الغرابة أن فلسطين أصبحت مفاوضات ينظر  بها على طاولة أمريكية ، اسرائيلية و إن كانت عربية فهي ايضاً برعاية أمريكية .

مطار رام الله – طرح ٌ لمن أنتهت شرعية رئاسته 


من وجود اسم رام الله في هذه الموضوع يجعل من الفكرة جميعها انها تحمل إما مصطلح العهر\الاهتمام الزائد بمدينة استحقت أكثر مما قد تستحق ، أو ربما قد ينطوى الاختيار تبعاً لسياسة أخرى قد تكون فقط لأصحاب الطبقة الرأسمالية (البرجوزاية ) و رجال الاعمال فكيف لا وهم الطبقة الأكثر مساومة على حساب القضية ، وكيف نؤمن أنهم أصحاب مبادئ وهم أكثر الناس متاجرة بالقضية !! والأمر الآخر هو كسابقه لم يختلف كثيراً ، وهو ممرٌ لقيادتنا الفلسطينية التي حولت القضية الفلسطينية من شرعية شعب ٍ يبحث عن التحرر الى مفاوضات على طاولة .وبهذا يكون لهم ما يشاؤون من مطار ٍ مقره رام الله و أي رام الله تلك ؟ 


حتى لا نكون بصدد التاريخ و حتى لا يصيبنا الهوس في من تكون رام الله هي رام الله اليوم  (الفافيز) . حتى لا يمر ساذج من هنا ويتغنى بتاريخ كنا نعلم ما هو و أين هو الآن . و لو نظرنا من جانب آخر من حلم العانس بالزواج ، محمود عباس سؤالي و سؤال الآخرين من شعبي ! ماذا تبقي من شيء لم تسلم به ؟ فلسطين في كل عام تصغر و ثروتكم تكبر ؟ فماذا عن مطار قلنديا ؟ هل يعنى أنه كصفد أو كدويلة فلسطين ؟ تم التنازل عنه ؟ وماذا عن القدس لم نسمع بحوارٍ تعقده قيادتكم لوقف كل ما تتعرض له جراء سياسية الاحتلال الذي لطالما رحبتم به ؟ ومع أني لا اؤمن بطاولتكم إلا أنها فقط رفع عتب حتى تكون صورتكم أكثر وضوحاً لهذا الشعب اصبح يعيش الأمل مع الموتى . وماذا عن لاجئ فلسطين هل هم بقايا حياة قد ولت بعصرها التراجيدي و كل ما لهم ذكرى نغنيها و نفرح لها ؟ولماذا دوماً رام الله ؟ أليست هي الآن مدينة التطبيع الفلسطيني الاولى ؟ وماذا عن  الخليل وبيت لحم ونابلس أليست هي أخرى مدن فلسطينية لها ما لغيرها . 

و سؤالي الأخير ، هل سيكون المطار تحت إشراف اسرائيلي و رقابة أمريكية وتفتيش و غرف ترحيل ؟ و أين هذه المكان الذي ستحط به أول طائرة فلسطينية في مطارها ؟ مطار فلسطين الدولي ، رام الله – تحت إشراف السلطة الفلسطينية و الامريكية و 

اسرائيل ، حلم الدولة الفلسطينية الحديثة ، دولة القادة الفلسطينية برعاية جون كيري .فسلمت يد سلطة على ما قدمت من إنجازات ٍ تؤخر حلم الاستقلال و العودة عن الصلاة بالقيامة و القدس ألف عام .


وفي الختام ، أتمنى أن تعى السلطة الفلسطينية ما تقدمه على الساحة الفلسطينة ، سواء كانت بمحمود عباس أو من سيأتي بعد ، وعليها أن تدرك أنها وجدت لتحقيق المستحيل لا الممكن . مفاوضات أخرى ، فما الجديد !!


قال أحدهم ، أوسلو هو الممكن فلنأخذ به ، فكانت وسمة عارهم ...عادوا بنفس اللغة ، مفاوضات الممكن ، وكأننا نقول للقدس أنت المستحيل و غيرها الممكن ؟ على ماذا تفاوض ؟ على ربط الشعب بلقمة العيش أكثر مما هو عليه !

هل عليك إعادة النظر برغم إنتهاء شرعيتك ، أم على الشرعية أن تعيد بك الى ما تستحق أن تكون . 



بقلم: حسين عطية