الثلاثاء، 10 أبريل 2012

2:48 ص كتبها

النبي صموئيل النموذج


إن ما يحدث اليوم في المحافل الدولية على اثر الدبلوماسية الفلسطينية يدل وبشكل واضح على انه من الممكن استثمار هذه الفرص وبشكل كبير وضاغط على الاحتلال الإسرائيلي ، فقرار مجلس حقوق الإنسان الأخير والمتعلق بالمستوطنات الإسرائيلية التي تجثم على أرضنا وتنتهك حقنا الطبيعي بالعيش الكريم وسواء كان ذلك بمصادرة الأراضي الزراعية او الأراضي التي تكون امتداد طبيعي لجبالنا
وسهولنا ومدننا وقرانا أو حتى من الناحية الصحية التي تجعل أرضنا الفلسطينية عبارة عن مكب للنفايات والأوبئة والمياه العادمة ، كل هذا وزد عليه التعقيدات التي تفرضها هذه المستوطنات على الحياة البشرية من خلال ما يسمى بالدواعي الأمنية ، ومن أجل هذه الدواعي الأمنية ينغصون الحياة في كل القرى والمدن في سبيل أن يحيى قطعان المستوطنين بحياة الرفاهية ، ومن هنا لا بد على أصحاب القرار في الشأن الفلسطيني أن يبدءوا معركتهم هذه في مجلس حقوق الإنسان وحثهم على التوجه إلى القرى الفلسطينية والتي تعتبر سبل الحياة فيها معدومة ومثال على ذلك قرية النبي صموئيل التي قل نظيرها بالضفة الغربية رغم قناعاتي المطلقة أن الكثير من القرى الفلسطينية مهضومة الحقوق وبها من المشاكل والأعباء الكثير الكثير ، ولكن اختيار النبي صموئيل كنموذج لهذه الأمثلة لأنها تتعرض إلى حملة شرسة .
هناك في قرية النبي صموئيل كل شي ممنوع حتى الحياة أو لربما إن أراد احد من أهالي القرية أن يتمشى في قريته مع زوجته أو مع طفله أن يخضع لقانون الاحتلال ولربما توجه إليه تهم بالتخطيط والتدبير لشيء يعتقدون انه في نيته وكأن الاحتلال يقول لهم لا تفكروا فمجرد التفكير تهمة ، مع علمي انه لا احد يحاسب على النيات إلى الله سبحانه وتعالى .
من يتجول في شوارع النبي صموئيل تتكون لديه الفكرة الكافية أن ما يحدث هناك هو تهجير حتى تخلو هذه القرية من أهلها مع مرور الأيام والسنوات واقتلاع الأهالي من هناك ليتم زرع المستوطنين بدل من السكان الأصليين ، إنها سياسة احتلالية جرت عليها العادة منذ أقيمت دولة الاحتلال على أنقاض البيوت العربية ، ودليل على ذلك إن هذه الساسة الممنهجة تحدث اليوم أيضا في النقب العربي فهناك أكثر من خمس وأربعون قرية لا يعترف الاحتلال بشرعية وجودها في محاولة منه لإكمال مسيرة التهجير بحق الفلسطينيين هناك .
بالنهاية أقول إنها الفرصة المواتية لصناع السياسة في هذا الوطن أن لا يقفوا موقف المتفرج إزاء ما يحصل وعليهم التعبير عن أوجاع هذه القرى من ظلم الاحتلال ومستوطنه
 
محمد اكرم 

0 التعليقات:

إرسال تعليق