السبت، 28 يناير 2012

رمال في جدار الذاكرة ...

12:30 م كتبها


احلام مفتونة بأخرى...ضحكات وأمال ترسم علها تحقق ما لم يستطيع الكثيرون تحقيقه ... تصميم وأرادة لم أرى سابقا لهما...كثيرة هي الرمال التي تعصف بذاكرتي الآن كان لا بد من ترك كتيب الدراسة والبدء بمقاومتها ... انتظرت ساكنة لأسترجع كل ما قد سمعت وأرصده لكم بحذافيره.. بدءاً من المعاناة التي تعيشها زهرة صامدة بين براعم متجددة من أشواك الأحتلال وصولاً إلى رمز الصمود "الحجة شكرية "...
هي قرية بسيطة لا تتجاوز مساحتها ال40 دونماً بل كانت تلك مساحتها قبل عمليات الطمس ومحاولات الهدم والتهويد المتكررة لها ....
قرية ومعاناة لم يسبق أن سمعت عنهما قبلا ...200 شخص يعيشون فيها ...190 شخص

 منهم عاطلين عن العمل ... نعم ما قلته صحيح ... لا تستعجبوا ولا تستغربوا فهذا واقع قرية النبي صموئيل ... كم أتمنى لو تستشعرون ولو لوهلة بسيطة ما سأسرده لكم الآن ...
هي قرية من قرى مدينة القدس تم الأستيلاء عليها من قبل قوات الأحتلال الأسرائيلي لأهمية موقعها الأستراتيجي باذلين أقصى جهودهم لتهويدها وطمس هويتها بدءاً من هدم البيوت وحرمان أطفالها من التعليم والحصول على أبسط  أحتياجاتهم وصولا الى أقتلاع الأراضي الزراعية ومنع زراعة الأشجار ولو حاول أهلها خفية يجدون أن عملهم باء بالفشل واقتلعت كغيرها... ... يحيط بهذه القرية سور يحمل في طياته صبر شعب يناضل من أجل البقاء ... كما تتضمن برجاً عالياً كاشفاً لها وتم رصد القرية من خلال كاميرات مراقبة موضوعة على البرج بالإضافة الى أبراج الإتصالات التي أدت في الأونة الأخيره إلى التسبب ب5 حالات من السرطان لأهل القرية... أضافة ألى برج عسكري تم بنائه من حوالي السنتين...
أيمكن أن تتخيل معي ان المدرسة التي ندرس بها مكونة من غرفة واحدة؟؟؟؟!!!!!! أيمكن أن تتخيل ذلك؟؟؟؟؟؟
لكن مدرسة قرية النبي صموئيل ليست بالتخيل ... بل هي فعلا مكونة من غرفة واحدة فقط !!! وتم منع البناء والتوسيع لها, بل تم منع البناء لأي فرد من أفراد هذه القرية حيث أن ملكية الأراضي غير مسموحة.. وهناك مدخل واحد فقط للقرية مما أدى الى نزوح عدد كبير من شباب هذه القرية الراغبين بالزواج بسبب منعهم من البناء فيها.. فهي بنظر الأحتلال ليست بقرية بل هي مجرد تجمع سكاني ليس لهم الحق في نيل أبسط حقوق المعيشة... وتم الأستيلاء على قسم كبير من القرية لبناء مستوطنة "جبل صموئيل" على أرضها ... تلك المستوطنة التي كتب الإحتلال لأهلها أن لهم الحق بالعيش ونيل حقوقهم ...لأطفالهم الحق في ممارسة  طفولتهم من لعب وزيارة أماكن عامة ... لهم الحق في التعليم ... إنما أطفال القرية مسلوبو الحرية يتطلعون لشمس تتحدى الأسوار وتزهر براعم الربيع والطفولة من جديد لكن كيف ذلك ان كانت حتى الحضانة ممنوعة!!!
أياكم والإستعجاب يا قوم ... فهنا بقرية النبي صموئيل سترون وستسمعون ما لم تراه عين ولم تسمعه أذن ... نعم حضانة الأطفال تم منعها ربما لأنها عمل أرهابي !!
في المقابل لم يرضخ أهل القرية وتبرع أحدهم بشرفة منزله ليزرع براعم أمل في نفوس أطفال القرية ...
قوم يرصد نضال شعب ... بدءا من  طفل سلبت حقوقه وعليه العيش في كابوس مظلم ... مرورا بشاب مناضل يحاول جاهدا أعمار قريته والحفاظ على ملامحها وصولا ألى شيوخها وكبار السن ... وكثيرا منا قد سمع عن "الحجة شكرية" ذات المائة عام ... تلك الحجة التي صمدت وحافظت على وعدها لأرضها بأن تحميها وتعتني بحبات زيتونها ألى أخر نفس من أنفاسها ...
وأحتضنت شجرات أرضها وغمرتها بحبها وعنايتها كطفل من أطفالها ... رافضة محاولات الطمس الحقيقية لقريتها ...
 

يا لنا من أمة غافلة ... نائمة ... بل ضمائر نائمة ...ألا تشعرون بقوم حرموا من أحلام الحرية ... يا فلسطين الصغيرة أستميحك عذرا فقد بات إخواننا في سبات عميق ... أعذريهم فلم نكن ولن نكون من أصحاب اللهو والفنون ... والا كانوا مدو يد العون والمساعدة لنا منذ الأزل.. أصبحوا مجردين من الأحساس لكن لك وعد يا قريتي العزيزة سنبذل أقصى جهودنا لمساعدتك ... فقد كنا وسنبقى على درب الحرية والتحرير لك ولفلسطين عامة...
" أستميحك عذرا يا قارىء كلماتي فلم أستطع كتابة كل التفاصيل ... لكن أتمنى منك أن تقرأ ولو لمرة عن هذه القرية وتبحث أكثرعن معاناتها ... فبأمكانك أنت وهي أن تقدموا الكثير الكثيرأن شعرتم حقا بمعاناة هذه القرية"
 والله ولي التوفيق لنا جميعا...     
         


0 التعليقات:

إرسال تعليق