الأحد، 19 فبراير 2012

هنيئا لنا بكم وهنيئا لكم حريتكم وكبرياؤكم


          قلمي بالله عليك لا تخوني هذه المرة , جلَ ما أريده الان ان اكتب قليلاً لأتنفس, لن اكتب عن صديق او يئس او عن حياة منتظرة او حتى عن مواقف محرجة او عن لحظات تمرَ علينا ولا نمر بها, سأكتب لا عن شيء سوى وطني .. هل تراك نسيته كما فعلوا.
فأنا لم أعد اشتاق سوى للثرثرة ساعات وساعات لا عن شيء سواك انت يا وطني المكسر, فما اعظمك وما اضيق حدودي عند التفكير بك, كم اكره نفسي في كل مرة اضعف بها فأسرع الى والدتي لأخبرها كم مللت هذا الوطن, وانه ضاق علي , وتتملكني رغبة بأن اخرج منه ...
كيف لي بان اعتقد بأنه سجني الأبدي , وهناك خلف الحدود الشائكة يقع السجن الحقيقي حيث لا حراك ولا تنفس الاّ بأذن من جندي احمق , حملوه سلاحا عندما لم يتعد السابعة عشر من عمره , وقالوا له ما عليك الا ان تضيق الخناق على شعب هنا يقفون لنا بالمرصاد.
تراه جنديا كل ما يشغل باله اين سيقضي نهاية اسبوعه الكئيب كوجهه , هل في حانات بلدته ام بين أذرع فتيات تمر عليهن ليله كهذه كأي ليلة .
أمام هذا الجندي تقع بلدة ليست كأي بلدة , فأحلام أهلها تفوق أي ادراك لعقله المربع الذي لا يستوعب أي شيء سوى " هات تصريحك" , ليته يدرك عظمة اهالي قرية النبي صموئيل , تلك البلدة ذات الحدود الضيقة المغلقة من جميع الجهات , الاّ أن لأهلها أرادة تصل عنان السماء , لهم حرية اكثر من سجانهم , أوجعتنا الاّمك ايتها البلدة الوديعة ,ترى ماذا يقول اطفالك لأمهاتهم في كل مرة يحاولون بها الخروج من القرية لقضاء زيارة لأقرباء لهم , او لمجرد رحلة بسيطة , فيقبلون بالرفض , لا لشيء الا تيقنهم بأن الاحتلال يسعى لنزع ارضهم بالقوة , ويحاول تنغيص حياتهم بأي شكل من الأشكال لطردهم منها , كأنه يقول لهم : كيف لكم في مكان لا خروج ولا دخول منه , ولا حرية , ولاتنفس , ولا ابسط مقومات الحياة تملكون ان تصمدوا هكذا , أي أرادة تملكون .
 اهالي بلدتنا النبي صموئيل الحبيبة كل ما استطيع قوله لكم الأن , هنئيا لنا بكم , وهنئيا لكم حريتكم وكبرياؤكم وعزتكم , ولنا امل بكم فلا تقطعوا الامل بنا .

0 التعليقات:

إرسال تعليق