الخميس، 23 فبراير 2012

صراع وجود لا صراعه حدود

12:41 م كتبها



لا شك أن الأراضي الفلسطينية يوجد بها الكثير من الأماكن الدينية والمواقع الأثرية التي تدل على مكانة هذه الأرض وعظمة الشعب الفلسطيني في الدفاع عنها على مر العصور  ، وهذا التاريخ الطويل الذي تعود إليه هذه الأرض وملكيتها ، فهناك الكثير من المواقع التي تحمل الصفة الدينية ، فمهد السيد المسيح وقيامته موجوده هنا ، ومسرى الرسول عليه السلام هنا ، ومن هذه الدلالات الدينية تبرز المكانة السامية لهذا الوطن الذي عُبد وشُيد بتلال من جماجم الشهداء وبِحار من دماء الجرحى وعذابات الأسرى .

تبدأ الحكاية من استهداف الاحتلال الإسرائيلي للأماكن الدينية في الوطن وبخاصة تلك القرى والمقامات التي تحمل أسماء الأنبياء والمرسلين والصالحين ، ويعمل على تغيير الأسماء وعَبْرَنَتِها ويحاول اقتلاع الآثار الإسلامية والمسيحية منها ، فمن كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك مروراً بقبة راحيل ومقام سيدنا يوسف عليه السلام حتى يصل إلى قرية النبي صموئيل ذات طابعها الإسلامي وإرثها القديم منذ الأزل الذي يحمل في طياته كل أثر إسلامي هناك ، واليوم يعمل الاحتلال الإسرائيلي البغيض على تفريغ قرية النبي صموئيل من سكانها الأصليين الذين لا يزالون يتمسكون بها ومُصرين على العيش هناك رغم كل ما يتعرضون له من سياسة الترهيب التي تتمثل بالحصار والتضييق والمصادرة ومنعهم من حياة كريمة واجتثاث كل سبل الحياة هناك ، وسياسة الترغيب من خلال ضخ الأموال الطائلة لمن يريد أن يهاجر وان يترك منزله وأراضيه في القرية والتنازل عنها لصالح هؤلاء المحتلين ، ووضع كل إمكانيات المؤسسات الدينية اليهودية هناك وإمكانيات الدولة للهدف المنشود .

وغير بعيد عن هذا فما يحدث في النبي صموئيل يحدث في الكثير من القرى الفلسطينية التي يعمل الاحتلال على تهجير أصحابها والتضييق على شبابها والعمل على تسهيل الهجرة من أرض الوطن ووضع الكثير من المغريات لهم  حتى يتنازل هؤلاء الشبان عن مواطنتهم لصالح الهجرة . 

فطبيعة الاستهداف التي تتعرض له القرى الفلسطينية التاريخية وتغيير إرثها وتاريخها والعمل على أن يكون مكانه إرثاً مزعوما لليهود في هذا الوطن ، فالحفريات التي يقوم بها الاحتلال  في كل الأراضي الفلسطينية والدينية منها على وجه الخصوص لزرع بعض الآثار اليهودية لإثبات أن هذه الأرض يعود تاريخها لهم ، كي يتم إيهام العالم أن هذه المناطق يعود تاريخها للحقبة اليهودية التي عاشت في فلسطين والحقيقة هنا أن الصراع الدائر في هذا الوطن اليوم ليس إلا
 صراعا على الوجود وليس على الحدود

2 التعليقات:

  1. سلمت يدااك محمد ,, هو واقعنا الموجع حقا ولكن سنكتب في اخر الصقحات ... لكنهم صامدون

    ردحذف
  2. سلمت يمناك صديقي محمد مقالة تستحق الاحترام لمصداقيتها بتمثيل وتجسيد الواقع ، اعجبتني تلك الكلمات صراعنا في هذا الوطن صراح وجود وليس حدود ، فنعم صراعا هو صراع وجود فمن يضحي اكثر سينال الوجود، فشعب الجبارين بإذن له سيكون له الوجود والحدود ...
    احترامي لك ابو فلسطين .

    ردحذف