الخميس، 29 ديسمبر 2011

بداية الحكايه ، قرية النبي صمويل

3:56 م كتبها



في وقت تعج فيه الفضائيات الإخبارية، والمواقع الإلكترونية بأخبار الشرق الأوسط وثوراته التي لم يرى فيها النور حتى الآن وأخبار الثورة في وول ستريت في أمريكا، وقتلى الحروب الإنسانية أو الحرب الطبيعية، وفي وقت ينشغل فيه العالم بنكات الجاهلية على الفيسبوك، واللهث وراء صور المدونة المصرية علياء مهدي التي نشرتها وهي عارية كنوع من الاحتجاج والتعبير عن حرية الذات، وانشغال العالم العربي بصرعات العولمة والديمقراطية، وهل سيؤثر الحكم الإسلامي على مجرى حياتهم، أم لا، ويكثر كتّاب المقالات في تحليل الوضع السياسي العربي وما يحدث في سوريا، وينطوي أهل فلسطين على ذاتهم ومصالحهم، ويتخبط الشباب الفلسطيني بين تأييد الثورة المصرية بالخروج في مظاهرة على دوار المنارة أم يستأثر رغم برودة الطقس حضور حفل الثلاثي جبران في جامعة بيرزيت، وانكباب الخباز على صنع خبزه، وبائع البرتقال على بيع برتقاله، وعازف الناي على بيع ناياته المصنوعة محليا، ومواصلة الصحف المحلية على تغطية المقاومة الشعبية في بلعين ونعلين وبيت أمر والولجة وغيرهم، وانشعال الدولة بحال الأموال التي ستحولها إسرائيل للدولة، وهل هناك أمل في تحقيق المصالحة أم سيطويها النسيان….


عن القرية
قرية وادعة، جبالها عالية، محاطة بأشجار السرو الطويل، هوائها عليل، موقعها الجغرافي استراتيجي، ترتفع عن مستوى سطح البحر 900م، وتاريخها عميق، طالته الجروح الفلسطينية (تدمير، تهجير، حصار، مراقبة، قتل، تضييق،….)، تقع شمال غرب القدس، وفيها معلم تاريخي شهير (مسجد وقبر النبي صموئيل)، وقد كان من قبل قلعة بيزنطية، وما إن استولى عليها الاحتلال حتى حوّل 81% من المسجد إلى كنيس إسرائيلي يزوره المستوطنون من المستوطنات القريبة من القرية.
النبي صموئيل تذكرني بقرية “الهادية” التي كانت محور الأدويسية التي كتبها الراوي الفلسطيني ابراهيم نصر الله “زمن الخيول البيضاء”. نعم “إن الخيول تصنع الرجال”.
حياة تحت برج مراقبة
محمد بركات، أحد مواطني القرية، رجل في العقد الرابع من عمره، درس القانون والمحاماة، ويشغل الآن منصب رئيس منظمة معاقون بلا حدود في رام الله، يلازمه الكرسي المتحرك، ولكن دون أن يشكل له عائق في يوم من الأيام عن تحقيق أحلامه وما صبا إليه حتى الآن بكل تواضع.
استقبل محمد مجموعة المدونين والإعلاميين ومجموعة القدس ” مشروع التمكين المجتمعي – مؤسسة فلسطينيات ” في مكتبه القريب من دوار “الساعة”، وكان حاضرا أيضا صحفي فرنسي، جاء من فرنسا مع زوجته لينتجا فيلما وثائقيا عن القرية وسكانها وكيف يواجهون حياتهم تحت برج مراقبة إسرائيلي. الصحفي يعايشهم في القرية ويقول “أكره الإعلام بكل أشكاله، إنه لا يتابع قضاياه حتى النهاية. أنا صحفي ولن أصور قرية النبي صموئيل ثم أعود إلى فرنسا. هناك أشياء مهمة يجب أن تقال وتوثق، أي يجب أن أصور حياة المواطنين بتفاصيل وأرى كم هم بحاجة للمساعدة، وكيف يساعدون أنفسهم أيضا ويواجهون واقعهم الصعب والمعقد”.
ممارسات الاحتلال ضد سكان القرية
شرح لنا محمد واقع القرية، وقال: “منذ عام 1967 منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي النمو الطبيعي للقرية. هدمت ما نسبته 71% من بيوتها ويعيش فيها الآن 250-300 نسمة لم يزيدوا منذ زمن طويل، وتعتبر القرية من مناطق “سي”. يحاصرها الاحتلال من ثلاث جهات، ويمنع وصول أي شيء للقرية”.
ينتقم الاحتلال بكل وسائله من سكان القرية، في يوم الأرض زرعوا شجرة زيتون فجاء الجنود واقتلعوها ليمحو الذاكرة الوطنية. قام السكان ببناء غرفة حمام لمدرسة البنات، فأسرعت جرافتهم لهدمه. ولهم وسيلة نقل واحدة تنقلهم من القرية وإليها، فيما يجاورهم شارعين وعشرات الحافلات لنقل المستوطنين.
القرية والاعلام 
كل من يسمع بأحداث القرية، يفطن كم نحن في غفلة، ونحن عنها معرضين، وكم أن الإعلام الفلسطيني قاتل لقضيته غير منتصر لها، وكم ألهتنا الحياة بمظاهر فارغة المحتوى والهدف والمضمون عن وقفة جماعية حتى لو كانت موسمية لقرية النبي صموئيل، وفتر فينا الانتماء الوطني. و الآن، علينا أن نلوح ولو لقليل باسم النبي صموئيل، وما لم يغيره الإعلام أو غيره تغيره الأفواه الصادحة.
المدونة الفلسطينية وصال يوسف
بتصرف

0 التعليقات:

إرسال تعليق