الجمعة، 1 يونيو 2012

عيادهم نقمة علينا

1:29 م كتبها



كعادتي مساء كل يوم أذهب لالتقي مع اصدقائي في مكان قريب من قريتي يجمعنا ، وفيه نلتقي بالاصدقاء من منطقة شمال غرب القدس ، وطبعا يتواجد أصدقائنا من قرية النبي صموئيل المحاصرة والتي لا نستطيع الوصول اليها وزيارة الاهل والاقارب والاصدقاء فيها ، فنجد في هذا المكان تجمعا جميلا نتبادل فيه الحديث في ما خطر لنا على بال ، ولا انسى اسمه الجميل الذي يحمله وهو مقهى ليالي زمان
، وهناك ايضا نلتقي مع صديقنا علاء بركات الذي تزوج وسكن خارج قرية النبي صموئيل وذلك لعدة اسباب أهمها انه لا يجد مكانا يسكن فيه بفعل الاحتلال الاسرائيلي الذي يمنعه وغيره من اضافة أي بناءء على منزله القديم له ولابناءه ، وكذلك الحال عند صديقنا ضياء فهو ايضا متزوج منذ فترة ويسكن قرية مجاورة لقريته وعندما نساله عن سبب ذلك يقول انه يجد في هذا السكن البديل متنفسا له ولابناءه ويوجد مدرسة جيدة تلبي له طموحه في تعليم ابناءه فهو يأمل في ان يكون له ابناء مميزون يتعلمون ويكون لهم دور في يوم من الايام في الدفاع عن ارضه ، ويقول ايضا هنا يوجد مكان ترفيهي كي يستطيع ابناء من ممارسة هواياتهم فيه بعكس ما كان هو عليه . ويقول ازور قريتي باستمرار كي ازرع حب هذه القرية في عند ابنائي وليعلموا ان بعدنا عنها من ظلم الاحتلال .

وفي ظهيرة أحد الايام كنا نجلس في نفس المكان وطلب مني صديقي رمزي أن اصعد الى السيارة ليعمل على ايصال امه وابيه الى الحاجز العسكري المقام على مدخل قرية النبي صموئيل ، وما فاجئني فعلا عندما طلبت ام رمزي من ابنها با لا يعود الى البيت لمدة يومين لان القرية مزدحمة بقطعان المستوطنين الذين جائوا من كل حدب وصوب كي يقوموا بطقوسهم التمودية في ذكرى ما يطلقونه على القدس ( يوم توحيد القدس ) وذكرى مولد النبي صموئيل وقالت له يا بني ان الجيش الاسرائيلي يقوم بحراسة المستوطنين ويوفر لهم باصات حتى يتمكنوا من الوصول الى المقام ، فأجابها صديقي وقال لها وهل يعني ذلك ان اترك قريتي من اجلهم ...

ففي هذا الوقت تدخل الواد وقال لابنه ...وهل يعني ات تتعرض للعنف من قبل هؤلاء المستوطنين الذين ينتشروا بأعداد هائلة في القرية وهناك لم استطيع الصبر أكثر ، وطلبت من والد صديقي ليشرح لي ما يدور هناك رغم ان المكان قريب علينا ولكني لا استطيع الوصول اليه بحكم ان زيارتي الى هناك بحاجة الى تنيسق امني ، وعندما اطلب الدخول اجد ردهم الدائم اني مرفوضا امني .

تنهد والد صديقي وصمت برهة ... وعاد يقول لي يا بني في كل مناسبة تكون للاحتلال يقوم جيشهم بحصار القرية واغلاق المنطقة بشكل كلي ولا يسمح لنا بالدخول او الخروج الا في ساعات محددة ولا نستطيع التجول داخل القرية بحرية وكل هذا تحت حجة الحفاظ على امن المستوطنين الزائرين للقرية فأعيادهم تعني حصار لنا ، وكبت لحريتنا ... انها سياسة الاحتلال للتهجير فهم يطنون اننا سنخرج من بيوتنا بفعل هذه الاجراءات ولكن غياب ولدي لمدة يومين عن القرية يضمن لي وجوده باستنمرار في القرية من خلال بقائه على قيد الحياة او حتى ممارسة حياة اعتيادية خارج السجون الاحتلالية ، وعندما وصلنا الى الحاجز المقام على اراضي القرية انطلق الوالدين وعاد رمزي ليجد له مكانا يأويه لمدة يومين .
وهكذا يعيش اهالي قرية النبي صموئيل ما بين نار الاحتلال واجرائاته وما بين حرصهم على ابنائهم وتشبثهم في ارضهم ، وتبقى مأساة اهالي قرية النبي صموئيل حاضرة بكل تفاصيلها الا أن يغير القدر ما يحدث هناك

2 التعليقات:

  1. تجسيدٌ صادق لألم هؤلاء الأقلة عدداً

    فإلى متى ؟ ومتى ؟

    سينتهى خوف أمهاتهم عليهم من وحشية مغتصبي النبي صموئيل ،،

    تحياتي لك أبو فلسطين على هذا الابداع الصداق

    ردحذف
  2. لك التحية صديقي حسيم

    زهذا ما نلمسه من خلال التعامل والاحتكاك اليومي بهم

    نأمل ان نوصل راسلتنا بأمانة عن هؤلاء الناس الذين يعانون ويلا الاحتلال

    ردحذف