الجمعة، 1 يونيو 2012

نعم أنا أكره الوطن

9:25 م كتبها




نعم أنا أكره الوطن

بقلم: حافظ أبو صبرا


لم أعتد أن أكتب الوطن في أغاني الراب
ولا أن أرقص على ألحان طبلة العاشقين
لأظهر وطنيتي

فقد أكون كرهت الوطن .. لكنني معذور فوطن يحوي أمثالكم يُكرَه
وقد أكون لا أكره الوطن، بل أنني أكره من يسمونه وطنًا
رغم أننا لم نفعل شيئًا سوى أننا وضعنا بنادقنا لنرتاح قليلًا
فذهب النوم بنا بعيدًا




لنعود فنجد بضع وريقاتٍ، وخارطةً أصغر مما كنا نتوقع في أسوء حالات ثورتنا
والمصيبة الكبرى أن تجار الدم قد زيفوا، إمضاءات سبعة ملايين صاحب حقٍ بدعوى مفاهيم الديمقراطية
لنجد نفسنا نحمل بنادقنا ثانية لنقاتل،

لنقاتل أنفسنا
تنازلات، جولات، إحصاءات، مقابلات، جرائم، مجازر، ورود، قبلات، أحياء، أموات
وضاع الوطن في جيب كل من قال هيهات

يا سيدي ماذا تفعل
وما هو الوطن الذي تسأل
أبضعةٌ من الكيلومترات تستحق منك أن تُقتل
وحسابات البنوك أين ستذهب
لا تخف فالرحمة كبيرة هكذا وعدنا الرب

لا للدين، وللإنسانية، ولا للقومية، ولا للنزعة القبلية
لا للحب، ولا للكرامة، ولا لديمومة الابتسامة

فقط إنزع عن وجهك قناع الوطن، فالوطن فيك لا أنت فيه
ولا عليك أي غرامة

وكفالة لكَ أن تحيا هنيئًا، هي أم تترك الدنيا هنا
وتذهب لترى دنيا الحذاء
أن تذهب لتحيا، دون أي كبرياء
تذهب لترقص على أنغام الفناء

تذهب لتسكر بأقل أنواع الخمر تأثيرًا
أو من شمةٍ لا تحرك في النفس أيه شعورًا
فأنت الآن بلا وطنٍ ولا أمٍ ولا أبٍ ولا أخٍ
غربيةٌ رياحك، هي تجرك نحو الضياع، ونفسك تسحبك نحو الوطن
الوطن فيك وان تكتب إسمه في كل جدران المكان، وهذا يكفيك
ومن في الوطن يكتبون أسماء أوطان غيرهم فوق جدران وطنهم المسكين

نعم انأ أكره الوطن، وكلي فخرٌ بأن قلبي يحمل مشاعرً تجاه بقعة الأرض هذه مع أن تصرفاتي لا تدل على شعوري
لكن كيف أصفك وأنت تقوم بكل ما يوحي بمشاعرك الحقيرة تجاه وطني الذي هو وطنك
تقتل تنهب تسرق تٌفسد تلعب تنحب تنوح تبوح تلوح تروح وتأتي على أنقاض هذا الوطن
وفي النهاية تقول فلسطين لنا، وهي حبي الأول،


4 التعليقات:

  1. وهناك الكثير من هذه العينات التي تجار بالوطن
    فاليوم ليس لنا وطنا غيره
    وغدا يقولوا ماذا لو عشنا مع غيرنا فيه
    وما تلبث ان ترانا نتناحر ونقول ليس لغيري مكانا فيه
    سلمت اخي حافظ

    ردحذف
  2. رائعة صديقي
    كل التوفيق لك

    ردحذف
  3. غلطان وكتير

    ردحذف