الجمعة، 1 يونيو 2012

"صراع مع المشاعر"

9:11 م كتبها


"صراع مع المشاعر

في الطريق الى قرية النبي صموئيل
 
تدوينة :نضال أبو عليا
استفزني احد الأصدقاء بسؤال عن المسافة بين رام الله والنبي صموئيل
وقتها زارني الصمت, تذكرت ان المسافة نحو فلسطين هي بمسافة الثورة ..... ولان القرية الواقعة تحت ظلم الاحتلال تحتاج لكل تلك المسافة ولكل تلك الثورة لم أجبه .....

 
في الحافلة أشار السائق نحو شجرتين ومسجد, قليلا ما كان واضحا وقال تلك البلدة هي مقصدكم "النبي صموئيل"
أحقا على رأس ذاك الجبل هي القضية ... لماذا تتربع القضايا دوما أعالي الجبال !!
مر الوقت ببطء والسائق يواصل الثرثرة بينما أبحث ,أقيس ,أرسم القرية على زجاج النافذة ....وأسأل ماذا سنقول لها تلك المسكينة الصامدة منذ ولادة أمي الخمسينية العمر !
توقف السائق مجددا , وتوقف عداد الوقت ,وأصبحت لهفتنا تحترق وتحرق صبرنا ...
دقائق من الانتظار تكللت أخيرا,بجندي اسرائيلي يجر سلاحه الذي يضاهيه طولا ...
يدور ,يدور حول السيارة قليلا ويجيد العربية كما لا اجيد الصبر وأكثر, فتح الباب واصل العبث بحقائبنا تأكد من سلامة ما فيها وبأننا أذا ما دخلنا لن نحرر القرية ,فسمح لنا بالدخول
عندها ضحكت عاليا .... وشيئا قال في قرارة نفسي أيها الأحمق على ماذا تبحث!!!!
سلاح , قنبلة .....هذا الزمن ولى ....الان فتش جيدا علك تجد ورقة تفاوض ..أو بندا من اوسلو ونوعا جديدا استكشافي وأبلغ موخلو تحياتي !!!
البريئة منا ,,,, وليدة الكرامة الضائعة تنتظرنا بعد دقائق
قرية النبي صموئيل تضرب على رأسي طوال الطريق اليها كانت تصرخ " انا لم أغير جلدي يوما ,,,,أنت من إحترفتم المهنة"
حقا لم أعد أميز هل نحن من غيرنا جلودنا ام هي ملت تكاسلنا وهوان أمرنا ..كيف ذلك ونحن أبناء الصلاحين صلاح الدين وصلاح خلف ....!!!!!!!
والطريق بدأت تتقلص , ولوحة كتب عليها "قرية النبي صموئيل ترحب بكم " بدأت تظهر جليا
كتبت بالعربية والعبرية والانجليزية ... كان الأجدر الا يتوقف السائق لقضاء حاجته هنا ومن الافضل ألا ترحب بنا هكذا لسان قلبي يقول لي ...
شعرت لفينة أن العودة لرام الله أفضل من مواصلة الطريق ,وبأنني العربي الذي نادته كثيرا ولم يأت ,وحينما قرر القدوم اليها أتاها عاري....
بمن ترحبي أيتها القرية  الحالمة !!
انا سلاحي قلمي فقط وحينما أنتقد زعيما أو قرارا ما ... أو أطالب بعمل يجف القلم فجأة
جئتك لآكتب للعالم عنك عله يصحى يوما .. جئت أحمل أعذاري ونحيب النساء عليكي
وامال المعذبين مثلي بك ...
وأحمل منك زجاجة تراب أهديها يوما لشريف يولد لإجل أمثالك فقط
وصلاة أتلو ترانيمها بمسجدك المعتقل فدعيني أراكي قليلا وأمضي .

1 التعليقات:

  1. خواطر مسجلة بشكل ممتاز.

    أحييك
    أ. نادر

    ردحذف